
العلاج باللعب من منظور تحليل نفسي.
اعداد : مراد عمرو
العلاج النفسي للأطفال ( والمراهقين الصغار) يتطلب بالضرورة تمكن المعالج/ة من الاتصال الرمزي. حيث يستخدم الطفل هذا النوع من الاتصال والتعبير بشكل قصص أو رسوم على سجيته ليعبر عن حالته الداخلية، اسراره، مشاريعه، رغباته، اماله، او خيبات أمله وندمه، خوفه، فرحه الاكثر عمقا،، بكلمة واحدة كل ما يتعلق به وفيه في اعماقه. وإذا لم نكن قد طورنا هذه القدرة على أستخدام هذا النوع من التعبير فعلينا أن نلتزم بالوجه التعليمي ( من خلال قصص لها علاقة بعرضه، او عرض الاسترخاء لتخفيف قلقه، أو اعطائه نصائح حول كيف يتصرف في أوضاع معنية أو كيف يتكيف مع أخرى). من خلال القيام بالامور السابقة فاننا نتخلى عن دورنا العلاجي من أجل تحقيق حضور من نوع وظيفة الأيوة. هناك منهج اخر يستخدم بشكل رائج ويعبر عن عدم القدرة على الاتصال الرمزي يتمثل في التدخل في حالات الاطفال بالمرور من خلال الاهل بشكل اساسي، في الكثير من المرات حتى بدون مقابلة الطفل: اي ما يطلق عليه المرافقة الوالدية ( parental coaching) ، وفي أي من هذه التدخلات فان التدخل يتركز اساس على المشكلة السلوكية كما يقدمها الاهل ( أو المربين /ات الاخرين). يتعلق الامر في هذه الحالة بتوجه " عرضي"، يتركز في صلبه على التدخلات الدوائية، أحيانا الكثير منها للأسف، وفي الكثير من الاحيان توجه مأخوذ من طب الاطفال أو الطب النفسي للأطفال، خصوصا في حالات الاطفال الذين يعانون من فرط الحركة.
كل توجه " عرضي" لا يمكن له إلا أن يترك أثر سطحيا وغير ملموس لانه منفصل بشكل
كامل عن الواقع الداخلي للطفل. في الواقع، حتى لو أن الوالدين و المربين/ات الاخرين ( المعلمين، المعلمين النفسين، الاخصائين ذوي التوجه السلوكي، الخ) يمكنهم وصف دقيق للاعراض لدى الطفل في أغلب الحالات، غير أنهم يجهلون أو غير قادرين حتى على الشك في ماذا يحدث في المستوى الضمني للدينامية هذه الاعراض، والتي هي دينامية مسببة للاعراض.
أن الوصول إلى هذا المستوى الدينامي النفسي لا يمكن تحقيقه بدون مساعدة الاتصال الرمزي، الذي هو وسيلة الاتصال المفضلة لدى الاطفال في شكل استخدام كبير للقصص التشبيهات أو الرموز.