توصيات للاطباء الذين يمارسون التحليل النفسي
- سيجموند فرويد - 1929 - ترجمه مراد عمرو
- Aug 4, 2016
- 14 min read

القواعد التقنية التي اقدمها هنا توصلت إليها من خبرتي خلال سنوات ، بعد ان حصلت على نتائج غير مرضية[1] قادتني للتخلي عن طرق اخري .ويمكن ان نرى بشكل سهل بأنها (او على الاقل بعضها ) يمكن ان تُلخص في مبدأ واحد. أملي ان تكون المحافظة عليها قادرة على ان تجنب [2] الاطباء الذين يمارسون التحليل النفسي الكثير من الجهد الغير ضروري وان تحفظهم من بعض السهو. في كل الاحوال فانى ملزم بتوضيح أن ما أوكد عليه هو ان هذه التقنية هي الوحيده التي تلائم فرديتي ولست اجازف بأنكار بأن طبيبا تشكل[3] بشكل مختلف تماما قد يجد نفسه ميالا (مقاد ) لتبنى موقفا (سلوكا)مختلفا مع مرضاه او مع المهمة الملقى على عاتقه[4] [5]
(أ) المشكلة الاولى التي تواجه المحلل الذي يعالج اكثر من مريض في ذات اليوم قد تبدوا له وكأنها المشكلة الأصعب . ان مهمة حفظ كل الاسماء، التواريخ ،الذكريات المفصلة والمخرجات المرضية الغير محدودة والتي يعبر عنها كل مريض خلال اشهر وسنوات العلاج ولا يتم خلطها مع مواد مشابهه تم انتاجها[6] من قبل مرضى اخرين موجودين للعلاج بشكل متوازي او متتابع[7].اذا ما طلب من احد ان يقوم بتحليل ست أو ثماني ، او عدد اكبر من المرضى بشكل يومي فان مصير الذكريات المتعلقة بالقيام بمهمة التحليل هذه سيثير الشكوك ،الاستغراب وحتى الرثاء لدى مراقب غير ذو درايه .لابد من ان يشعر المرء بالفضول في كل حال من الأحوال حول التقنية التي تجعل من الممكن ان يروض المرء هذا القدر الجزيل من المواد ،وستكون التوقعات انه لا بد من توفر ذرائع وطرق خاصة لهذه الغاية.[8]
وبالرغم من ذلك فأن التقنية بسيطة جدا ،وكما سوف نري فأنها ترفض[9] استخدام اي نوع من الذرائع ،الادوات (حتى اخذ الملاحظات).تتمثل ببساطة في انه لا يوجه المرء أهتمامه (ملاحظته) لأي شئ محدد وبأن يحافظ على " نفس الاهتمام المعلق بالتساوي " [10] (كما اسميه) امام كل ما يسمع .بهذه الطريقة يحفظ انتباهنا من اي زعزعه ،بهذا نجنب هذا الانتباه، الذي لا يمكن ان يبقي متيقظ في كل الاحوال لعدد من الساعات يوميا ،و نتجنب خطر ( التشتت)[11] الذي لا يمكن فصله عن ممارسه الانتباه المتعمد .لانه بقدر السرعة التي يقوم من خلالها اي شخص بتركيز انتباهه بشكل متعمد لحد معين ،يبدأ بالاختيار من بين المواد المعروضة امامه فنجد نقطة واحده مثبته بوضوح في عقله بالمقابل نجد اهمال البعض الاخر من المواد ،وبالقيام بهذا الاختيار فانه يتبع توقعاته وميوله الخاص وهذا بالاخص ما لا يجب ان نقوم به .فبالاختيار واذا ما اتبع توقعاته فأنه معرض لخطر أن لا يجد الا ما يعرف سابقا ،واذا ما اتبع ميوله فأنه بلا شك سيقوم بتشويه (تزيف )ما ادركه .وعلينا ان لا ننسى بأن الاشياء التى نسمعها هي في الاغلب اشياء لا يمكن التعرف علي معناها الا لحقا.
سنرى بأن قاعده اعطاء نفس القدر من الملاحظة بالتساوي لكل شئ هي النظير للطلب من المريض بأنه يجب ان يتحدث (يُوصل)عند كل شئ يحدث له بدون اختيارا أو نقد .واذا ما تصرف الطبيب على نحو اخر فأنه يلقى جانبا اغلب الفائدة التي تنتج من اطاعة المريض ل"قاعده التحليل النفسي الاساسية "[12]والقاعده للطبيب يمكن ان يعبر عنها على النحو التالي "عليه ان يمنع كل تأثير واعي على قدرته على الحضور وان يسلم نفسه بشكل كامل ( لذاكرته اللاواعية )" او من خلال صياغته بمصطلحات تقنية، هو يجب ان يستمع ببساطة وان لا ينزعج بخصوص اذا ما كان يحفظ شئ في دماغه او لا.
ان ما يمكن الحصول عليه من هذه الطريقة سيكون كافيا لكل المتطلبات خلال فتره العلاج .هذه العناصر من الماده التي شكلت محتوى ومضمون مترابط ستكون في متناول وعى الطبيب ،اما البقية الغير مترابطة والتي بقيت في حاله من الاضطراب الكارثي قد تبدوا قي البداية مغمورة ولكنها تظهر مرة اخري في الذاكرة حالما يستحظر المريض امرا جديدا يمكن ان يكون لها علاقة به ومن خلاله يمكن ان تكتمل .
ان الاطراء – الغير مستحق – من المريض للمحلل، بأن لديه "ذاكرة جيده مميزة "عندما يتذكر المحلل تفاصيل بعد عام ويوم يمكن تقبلها بابتسامه في حين أن تصميم الوعى على التذكر في نفس النقطة قد يكون مصيره الفشل ، ان الاخطاء في التذكر من خلال هذه العمليه تحدث فقط في الاوقات او الامكنه التي يكون فيها المرء منزعجا بقضايا شخصية (اهتمامات شخصيه) (انظر لاحقا )* اي عندما يكون المرء قد سقط ( تدنى مستواه : المترجم ) بشكل جدي تحت خط المعيار للمحلل المثالي ،الخلط بين مواد تم استحضارها من مريض اخر يحدث بشكل نادر وحيثما يحدث خلاف بخصوص فيما اذا كان قد قال او كيف قد قال شئ معين فأن الطبيب في العادة في الجانب الصائب[13].
(ب) لا يمكننى ان انصح بأخذ ملاحظات كامله او تسجيل مختصر ...الخ ، خلال الجلسات التحليلية، فبعيدا عن الانطباع الغير محبذ الذي يمكن ان تتركه هذا الامور على بعض المرضى ،فأن بعض الاعتبارات كما تم تقديمها سابقا تنطبق على هذا الامر ايضا، ان اختيارا متعمدا من المواد سينتج بالضرورة اذا ما كتب المرء الملاحظات او رؤوس الاقلام ،فجزء من الفعاليات الذهنية للمرء سيتم ترتيبه بهذه الطريقة وهو جزء ممكن ان يستخدم بشكل افضل في تفسير ما يسمعه المرء ،لا اعتراض يمكن ان يستخدم امام الاستثناءات لهذه القاعدة في حالات البيانات ،نص الحلم او احداث تستحق الملاحظة والتي يمكن ان تفصل بسهوله عن المحتوي العام وقد تكون مناسبه للاستخدام المستقل كحالات ولكن ليس من العادة القيام بهذا الامر ايضا فيما يخص الحالات. الامثله اكتبها من ذاكرتي في المساء بعد ان ينتهى العمل، كما هو حال نصوص الاحلام التي اوليها اهتماما ،حيث اطلب من المريض ان يعيدها لي بعد ان يكون ربطها لكي استطيع تثبيتها في عقلي.
(ج) قد يكون تسجيل الملاحظات خلال الجلسه مبرر بسبب النيه في اصدار دراسه علمية للحاله، بشكل عام ومن ناحية المبدء [14]لا يمكن للمرء ان ينكر هذا الامر ، مع ذلك يجب ان نعرف بان التقارير الدقيقة لتحليل تاريخ الحالات له قيمة اقل مما هو متوقع ،اي بشكل واضح انها تتميز بدقة ظاهرية (غير حقيقية) يقدم لنا الطب النفسي الحديث بعض الامثلة المذهلة عليها ،انها كقاعده منهكه للقارئ وفي نفس الوقت لا تنجح في ان تكون بديلا لحضوره الفعلي في اي تحليل . تظهر التجربة بثبات في انه اذا ما كان القراء يصدقون اي محلل فسيكون لديهم ثقة في اي مراجعة حقيقية يخضع مواده لها اما من ناحيه اخرى اذا لم يكونوا يرغبون (يريدون)ان يأخذوا التحليل والمحلل محمل الجد فأنهم لن ينتبهوا لاي تسجيل حرفي دقيق للعلاج ،هذه ليست الطريقة كما يبدوا التي يمكن ان تحل مشكلة نقص الدلائل المقنعه الممكن ايجادها في تقارير التحليل النفسي. [15]
(د) واحده من ادعاءات التحليل النفسي للتميز هي بلا شك تزامن بحثة التنفيذي وعلاجه ، وبالرغم من ذلك ،فبعد نقطة معينه فأن التقنيه المطلوبه لاحدهما تتعارض مع التقنيه المطلوبة للاخر . انه ليس بالامر الجيد ان يعمل المرء على حالة بشكل علمي بينما العلاج ما زال في طور العمل "الصيرورة" من خلال محاولة تركيبها او محاولة تنبئ شكل تقدمها او اخذ صورة من وقت لاخر لوضعها الحالي ،كما يتطلب الاهتمام العلمي ،الحالات التي يتم تكريسها لاهداف علمية منذ البداية تعاني فيما يتعلق بالمخرجات –النتائج ، في حين ان انجح الحالات هي التي يعمل فيها المرء كما هي بدون اي هدف في الافق ويسمح فيها المرء لنفسه ان يتفاجئ من اي شئ جديد فيها ويستقبلها دائما بعقل مفتوح وحر من اي افتراضات مسبقة ، التصرف السلوك الصحيح من المحلل هو ان يتقلب حسب الحاجة من موقف نفسي الي اخر ويتجنب المضاربة او الاكتئاب من الحاله بينما يتم تحليلها ، وان يتم اخضاع المواد التي نحصل عليها للعمليه التأليفية الاصطناعية للتفكير فقط بعد نهاية التحليل ،التمييز بين الموقفين سيكون بلا معنى اذا ما كانت لدينا كل المعرفة او (على الاقل المعرفة الاساسية) بخصوص علم النفس اللاواعي وحول البناء العصابي الذي يمكن ان نحصل عليه من العمل التحليل نفسي ،في الوقت الحالي لا زلنا بعيدين عن هذا الهدف ويجب ان لا نقطع[16] من امكانيه فحص ما تعلمناه وان نمدد ونوسع معرفتنا اكثر .
(ه ) لا يمكنني ان انصح زملائي على وجه السرعة ان ينمذجوا انفسهم خلال العلاج بالتحليل النفسي على نموذج الجراح ،الذي يضع جانبا كل مشاعر، حتى تعاطفة الانساني، ويركز قواه الذهنية حول الهدف البسيط[17] المتمثل بتنفيذ العمليه بأكبر قدر ممكن من المهارة ،تحت الظروف الحالية[18] فأن اخطر المشاعر على المحلل النفسي هو الطموح العلاجي المطابق لهذه الرواية (روايه الجراح) ومن خلال الطريقة المختلف عليها التي هي شيء من قابيل ان ينتج تأثير مقنع للاخرين. ان هذا الامر لن يضعه فقط في حالة ذهنية غير ملائمة لعمله، ولكن سيجعله عاجزا امام بعض المقاومة التي يظهرها المريض، الذي يعتمد علاجه أساسا، وكما نعرف، على التفاعل بين القوى داخليه –فيه . التبرير لهذا البرود العاطفي كمتطلب في العلاج هو انه يخلق الظروف الاكثر ملائمة لكلا الطرفين (المحلّل والمحللّ )،فمن ناحية الطبيب؛ حمايه مرغوبة لحياته العاطفيه الخاصة وللمريض القدر الاكبر من المساعده التي يمكن ان يعطيها له الي اليوم . الحراجيين في وقت سابق اتخذوا شعارا يقول.[19](je le pansai ( dieu le guerit وعلى المحلل ان يكون سعيدا بشئ مشابه لهذا الشعار .
(و) من السهل رؤية في اي هدف تتقارب[20] القواعد التي قدمتها هنا ،انها من المجمل تهدف ان تخلق للطبيب مقابل لقاعده"التحليل النفسي الاساسية"[21]. الموضوعية للمريض، فكما انه على المريض ان يحكي كل شئ يكشفه رقيبه الذاتي[22] وان يبقى في الخلف كل اعتراض منطقي
ويؤثر- يهدف لحثه على الانتقاء من المواد المنكشفة له . لهذا فأن على الطبيب أن يضع نفسيه في وضعا يجعله يستخدم كل ما يقال له من اجل- في سبيل : المترجم- التفسير والتعرف على المواد اللاواعية المستورة بدون ان يستبدلها برقيب ذاتي منه يجعله يمارس الانتقاء منها ،حيث امتنع مريضه عن الانتقاء منها ،ولكي نضعه في معادلة :- يجب على الطبيب ان يحول لاوعيه الخاص كعضو استقبال مقابل اللاوعى المنقول من المريض. عليه ان يوائم نفسه للمريض كما يتم تعيير( اقلمت) مستقبل التلفون للميكرفون الناقل ،فكما يعيد تحويل المستقبل الذبذبات الكهربائية إلى موجات صوتية في خط الهاتف التي هي في الاصل (الذبذبات )موجات صوتيه ، هكذا فأن لاوعى الطبيب قادر من خلال مشتقات[23] اللاوعى التي تصله ان يعيد بناء ذلك اللاوعى الذي حدد التداعي الحر للمنتفع .
عندما يصبح الطبيب في وضع يستخدم لاوعيه بهذه الطريقة كما لو انه اداه في التحليل، يجب أن يتحقق فيه شرطا نفسيا بدرجة عاليه ، عليه ان لا يحتمل اي مقاومة في نفسه يمكن ان تمنع ان يصل لوعيه ما تم ادراكه في لاوعيه والا فأنه سيخلق في التحليل نوعا جديدا من الانتقاء والتخريب(التشويش) قد يكون اكثر تحديدا من الذي ينجم عن تركيز الانتباه الواعي. ليس كافيا لهذه المهمة ان يكون المحلل نفسه شخصا عاديا تقريبا، يمكن ان تلح بالاحرى بأنه لا بد ان يكون قد مر( بتطهير تحليلي)*[24] واصبح واعيا بتعقيداته الخاصة التي قد يكون لديها ميل ان تتدخل في فهمه من قول المريض. ليس هناك اي تشكيك منطقي بخصوص تأثير عدم الأهليه لهذا الخلل في الطبيب ،كل كبت غير محلول لدي الطبيب يشكل ما وصفة سكيتل [25] بجدارة على أنه نقاط ميته[26] او نقاط عمياء في ادراكه التحليلي.
قبل بضعة سنوات كانت لدي هذه الاجابه على السؤال "كيف يمكن المرء ان يصبح محللا ؟: " من خلال تحليل المرء لأحلامه " هذا النوع من الاستعداد كافي بلا ريب لكثير من الناس ولكن ليس لكل شخص يريد تعلم التحليل، كما انه ليس بمقدور كل شخص ان ينجح في تفسير احلامه بدون مساعده خارجية . احتسبها كواحد من افضال مدرسة زيورخ للتحليل النفسي الكثيرة ، بأنهم قد وضعوا تأكيدا متزايد على هذا المتطلب (التحليل النفسي للمحلل) وجسدوها في المتطلبات لكل شخص يريد ان يقوم بتحليل الاخرين ، بان عليه ان يكون موضوع تحليل هو نفسه من قبل شخص لديه معرفة تجريبية في التحليل ، ان اي شخص عليه ان يأخذ هذا العمل على محمل الجد عليه ان يتبع هذه الطريقة التي تقدم اكثر من ميزة ،التضحية المتمثلة بكشف النفس لشخص اخر بدون ان يكون المرء مجبرا على ذلك بسبب المرض، لا بد لهذه التضحية من ان تكافئ، فلا يتعلم المرء فقط ما هو مخفي في عقله باسرع طريقة وباقل تكلفة من تأثير المشاعر، ولكن ايضا سيكتسب انطباعات وقناعات فيما يخص علاقة المرء بنفسه، والتي يمكن أن يبحث عنها المرب بلا جدوا من خلال قراءة الكتب او حضور المحاضرات ،واخيرا يجب ان لا نقلل من الميزة الممكن الحصول عليها من الاتصال الذهني المتواصل الذي يتم كقاعده تأسيس بين الطالب ومرشده .
ان تحليلا من هذا النوع لشخص هو عمليا بصحة جيدة ،كما يمكن ان نتخيل يبقي غير مكتمل. اي شخص يستطيع ان يقدر عاليا قيمة معرفة-الذات وزيادة السيطرة علىها،والتي يمكن ان يحصل عليهن عند انتهاء التحليل، فانه سيكمل الفحص التحليلي لتشخصيته على شكل تحليل- ذاتي ، وسيكون سعيد بأن يكتشف بأنه كما في العلم الخارجي ايضا في عالمة الداخلي فأنه يجب دائما ان يتوقع ان يجد شئ جديد ،ولكن اي شخص يزدري ان يأخذ الاحتياط بان يتحلل هو نفسه، لن يعاقب فقط بان لا يتمكن من التعلم الا قدرا يسيرا من مرضاه، ولكنه سيجازف بأن يشكل خطرا كبيرا على ذاته وعلى الأخرين. .سيكون بسهولة معرض للسقوط "للزلل" في اغواء اسقاط بعض من خصوصيتة الشخصيته على الخارج وهو ما لا يمكنه ادراكه إلا بشكل خافت. وفي حقل العلم ،وكنظريه لها مصداقية عالمية فأنه سيجلب على طريقة التحليل النفسي سوء السمعة ويقودعديم الخبرة للضلال .
(ز) سأضيف الان بعض القواعد الاخري ،التي تستخدم "مرحلة للانتقال" كنقلة من موقف الطبيب الى علاج المريض .
المحللين النفسيين الشباب والمتحمسين سيتعرضون بلا شك لأغواء جلب فرديتهم بشكل حر في النقاش في سبيل حمل المريض معهم ورفعة فوق الحواجز الناجمة عن ضيق افق شخصيته ،قد يكون مقبولا بأنه مسمح وبالفعل مفيد من منظور مساعدة المريض على التغلب على مقاومته الموجوده في التحليل ،بالنسبه للطبيب ان يمنح مريضه لمحة عن عيوبه وصراعاته النفسية ومن خلال اعطائه معلومات حميمة عن حياته الخاصة تمكنه من ان يضع نفسه على قدم المساواة مع الطبيب ،ثقة مقابل ثقة ،فكل من يطلب الحميمية من شخص اخر يجب ان يكون مستعدا لتقديمها في المقابل.
لكن في العلاقات التحليل-نفسية تحدث الاشياء بطريقة مختلفة تماما لما يعدنا ويجهزنا علم نفس الوعى لتوقعه ،التجربة والخبرة لا تتحدث عن ملائمة تقنية فعاله من هذا النوع وليس من الصعوبه ان ترى ان هذه التقنية تتضمن ابتعادا عن مبادئ التحليل النفسي وتميل نحو العلاج من خلال "الاقتراح –الايحاء " من الممكن ان تحث المريض ليجلب للسطح بشكل سريع وبأقل صعوبة اشياء معروفة اصلا ولكن بقيت محجوزة من خلال مقاومة تقليدية . لكن هذة التقنية لا تنجز شئ في اتجاه كشف ما هو لا واعي للمريض ، انها تجعله حتى اقل قدرة على التغلب على مقاومته العميقة، وفي الحالات الحادة تفشل بثبات من خلال تشجيع المريض على ان لا يشبع ،وسيحب ان يقلب الوضع ويجد ان تحليل الطيبب اكثر متعة من تحليله الذاتي . حل التحويل ايضا واحد من مهمات العلاج الاساسية تصبح اكثر صعوبة من خلال اي سلوك –موقف حميم من جانب الطبيب ، بهذا اي مكسب قد يكون تم تحصيلة في البداية يكون قد تفوق عليه هذا الموقف في النهاية . لهذا لست اتردد ،ان اشجب هذا النوع من التقنية الخاطئة ،الطبيب يجب ان يكون غامض بالنسبة لمريضة ، وكما المرأة يجب، ان لا يظهر لهم اي شئ الي ما سمح له النظر اليه. على أرض الواقع، فانه من الصحيح، انه لا يمكن الاعتراض علىمعالج نفسي يخلط شئ من التحليل مع بعض التأثير الايحائي لكي يصل الي نتائج ملموسة في وقت قصير ،كما تفرض الضرورة على سبيل المثال في المؤسسات لكن للمرء الحق في ان يصر على انه لا يشك فيما هو فاعل وان يتعلم ان طريقته ليست في الحقيقة تحليل نفسي .
ح) يطفو الى السطح اغواء اخر من خلال النشاط التعليمي- التربوي الذي في التحليل النفسي. والذي ينتجه الطبيب بدون اي انتباه متعمد من جانبه عندما يحل الحصر التطوري، يحدث من تلقاء ذاته ان يجد الطبيب نفسه في موقع يشير فيه الى اهداف جديدة للدوافع-الغرائز التي تحررت .وقتها ليس هذا الا طموح طبيعي اذا ما سعى ان يخلق شئ ممتاز خصوصا من شخصا كان لديه هذا النوع من الالم للتحرر من عصابه واذا ما وصف اهداف عالية لأمنياته، ولكن هنا ايضا يجب ان يسيطر الطبيب على نفسه وان يأخذ بالحسبان قدرات المريض بدل رغباته كمرشد . ليس لدي كل عصابي مواهب رفيعة للاعلاء، يستطيع المرء ان يفترض ان الكثير منهم ما كانوا صرعا المرض ابدا، لو امتلكوا فن اعلاء غرائزهم .اذا ما ضغطناهم على نحو غير ملائم نحو الاعلاء ومنعناهم عن ما هو ممكن ومناسب لارضاء غرائزهم سنجعل الحياه بالنسبة لهم اكثر صعوبة مما قد يكون في اي حالة أخرى. كطبيب يجب على المرء ان يكون فوق كل شئ صبورا متسامحا مع ضعف المريض وان يكون راضيا بأن يستطيع ان يعيد له القدرة علىاكتساب بعض الدرجة من القدرة على العمل والتمتع حتى لو كان هذا الامر بقيمة متوسطة بسيطة .
الطموح التعليمي يتساوى في عدم الفائدة مع الطموح العلاجي، بل اكثر من ذلك يجب ان يتذكر المرء ان الكثير من الناس يصبحون مرضى بالتحديد من خلال المحاولة في ان يعلوا غرائزهم فوقالقدر الذي تسمح به بنائهم الذاتي وانه لدى هؤلاء الذين لديهم القدرة على الاعلاء فان عملية الاعلاء تحدث بالعادة من تلقائها حال تغلبهم على حصرها من خلال التحليل ولهذا ومن وجهة نظري رأي فان الجهود المبذولة لاستخدام العلاج التحليلي في جلب لاعلاء للغرائز حتى وان كان لا شك في كونها جديرة بالثناء هي ابعد من ان يكون منصوحا بها .
ط) الى اي حد يجب ان يبحث عن التعاون الذهني- الذكاء لدي المريض في العلاج ؟ من الصعب قول شئ يمكن تطبيقة بشكل عام حول هذة النقطة : شخصية المريض هي العامل المحدد ولكن في كل الاحوال فأن الاحتياط وضبط الذات يجب ان يحافظ عليها فيما يتعلق في هذا الامر . من الخطأ ان يتم وضع مهمات للمريض قبل جمع معلوماته او التفكير في مرحلة معينه من حياته . بل على العكس من ذلك عليه ان يتعلم قبل كل شئ ما لا يخطر على بال اي احد بسهولة بأن النشاطات الذهنية كأعادة التفكير حول شئ وتركيز الانتباه لا تحل اي من الغازالعصاب . هذا الامر يتم فقط من خلال اطاعة قاعدة التحليل النفسي بصبر والتي تلزم المريض بأقصاء كل نقد للاوعى وكل مشتقاته . على المرء ان يكون صلبا بخصوص اطاعة تلك القاعدة مع المرضى الذين يمارسون فن الانحراف نحو النقاشات العقلية الذكائية خلال العلاج والتي تُضارب بدرجة كبيرة وبالاغلب بطريقة حكيمة حول ظروفهم وبهذة الطريقة نتجنب فعل اي شئ للتغلب عليها . لهذا السبب لا احب ان يستخدم مرضاى اي كتابات تحليلية لمساعدتهم، اطلب منهم ان يتعلموا من التجربة الشخصية وأكد لهم بأنهم سيحصلون على معرفة اوسع واكثر قيمة مما يمكن لكل الادبيات التحليل النفسية ان تعلمهم . اعترف في كل الاحوال ان العمل في ظروف المؤسسة تجعل ربما من استخدام القراءة ذات قيمة وفائدة عظيمة لإعداد المرضى في التحليل ولخلق جو من التأثير عليهم.
يجب ان اقدم تحذيرا جديا ضد اي محاولة لكسب ثقة ودعم الوالدين او الاقارب من خلال اعطائهم بعض كتب التحليل النفسي للقراءة سواء كانت من نوع المقدمات او الاعمال المتقدمة والاعمق ، هذه الخطوة حسنه النية عادة ما تؤثر بأن تخلق معارضة مبكرة (غير ناضجة) من قبل الاقارب على العلاج – اعتراض يظهراجباريا عاجلا او اجلا – بحيث لا يبدأ العلاج ابدأ .
دعوني اعبر عن املى بان الخبرة المتزايدة في التحليل النفسي ستقود قريبا الي اتفاق على الاسئلة التقنية وحول الطريقة الاكثر فعالية في علاج مرضى العصاب. بخصوص علاج اقاربهم يجب ان اعترف باني تماما خاسر وبشكل عام فأن لدي ايمان قليل في اي علاج فردي لهم .
Unfortunate [1]
Spare[2]
(مشكل)Constituted [3]
[4] The task before
[5] يمكن من خلال الفقرة الحالية ان يستخلص المرء القضايا التالية (أ) التقنيات تبنى مع الخبرة والتجربة ،المعرفية للاخطاء (ب) قد يختلف التحليل النفسي من محلل لاخر.
[6] Ahnlichem Material( De) , analogue fournis( Fr) , produced material( En) .
[7] das von anderen gleichzeitig oder früher analysierten Patienten herrührt, simultaneously or previously.
[8] يثير فرويد هنا سؤالا مهما حول قدرة المحلل، الذي يعمل مع عدد يفوق ال 50 مريض في الأسبوع الواحد ، في أن يحفظ و/او يميز بين المعلومات التي تخصهم، وهو يقدم في سبيل ذلك الطريقة التي تكفل هذا الامر. من ناحية أخرى ندرى بان هذا الهم يؤشر على اهتمام فرويد بكل التفاصيل.
[9] Sie lehnt alle Hilfsmittel, it rejects the use.
[10] gleichschwebende Aufmerksamkeit, ‘evenly-suspended attention’
[11] مستترة، ولا يمكن ترجمة العبارة إلا باضافة هذه الكلمة، والتي تعود إلى تشتت الانتباه في الجملة السابقة، و الأصل الألماني يقول : und vermeidet eine Gefahr, die von dem absichtlichen Aufmerken unzertrennlich ist و النص الانجليزي : and we avoid a danger which is inseparable from the exercise of
deliberate attention
[12] المقصود هنا قاعدة التداعي الحر، والتي تتمثل في أي يقول المنتفع/ة كل ما يخطر في باله بدون أختيار أو نقد.
[13]عادت ما يؤكد مريض على أنه قد قال للطبيب شيء ما في جلسة سابقة، في حين أن الطبيب يؤكد له بشيء من الشعور الفوقي بأن هذا الامر قد قيل للمرة الأولى في هذه اللحظة. وعادة ما ينتهي الأمر بأن المريض كان لديه النية بان يقول هذا الشيء، ولكن منع من تنفيذ نيته بسبب مقاومة كانت في العمل، فذكرياته عن نيته غير متمايزة عن ذكرياته عن اعماله.
[14] Das kann man ja prinzipiell kaum versagen
[15] لا يتردد فرويد في هذه العبارة أن يقدم نقدا ذاتيا يتعلق بعدم منطقية التحليل النفسي، وعدم تطابق الخطاب والعلم التحليلي مع الخطاب والعلم الطبي، Dies scheint nicht der Weg, um dem Mangel an Evidenz abzuhelfen, der an den psychoanalytischen Darstellungen gefunden wird.
[16] بالألماني nicht verschließen، اي لا نغلق، أو نفصل انفسنا.
[17] يقصد الهدف المحدد والواضح، ولكن المكلمة في الألمانية ein einziges وفي الأنجليزية، sample ، قد تعني بسيط في العربية ولكن المقصود اساسا ( المحدد الواضح). مترجم
[18] في الاصل الألماني، den heute waltenden في الانجليزية Under present-day . مترجم
[19] بالفرنسية في الأصل، ومعناه عصبته – قطبته انا و الله يشفيه ، المقابل العربي الاقرب هو المثل المصري الطبي "عملنا الي علينا والباقي على ربنا"مترجم
[20] بالألمانية zusammentreffen، بالانجليزية converge، و من النص الفرنسي يمكن الترجمة نحو أي هدف مشترك تميل كلها. مترجم
[21] يقصد التداعي الحر، الذي يجب أن يلتزم به المنتفع/ة ، المترجم.
[22] في الألمانية Selbstbeobachtung في الانجليزية self-observation ، ويكون معناها ايضا الرقابة على الذات، وا الملاحظة للذات. مترجم.
[23] يقصد فرويد بمشتقات اللاوعي ، الكلام ، التداعي الحر، الاحلام، افعال المحلل، أي انتاج أو مواد ينتجها المنتفع/ة ولا يتم فهمها من النظرة الأولى. المترجم.
[24] في الألمانية einer psychoanalytischen Purifizierung، في الأنجليزية purification psychanaltuique ، في الانجليزية psycho-analytic purification، والمقصود في هذا التعبير، هو أن يكون لاوعي المحلل نفسه قد خضع للتحيل والتظهير من المعياقات والمغالق الذاتية، وهذا النوع من التحليل النفسي هو شرط اساسي في تكوين واحتراف أي محلل نفسي.
[25] يقصد Stekel : وليم ستيكل ( 1868-1940) محلل نفسي نمساوي، اعتبر من أكثر تلاميذ فرويد تميزا، كان له اسهامت اساسية في التحليل النفسي اعترف بها فرويد، وكان من أول مؤسيسيجمعية التحليل النفس مع فرويد.
[26] في اللاتنية، punctum caecum، الألمانية blinden Fleck، في الانجليزية ‘blind spot’، نقاط عمياء .
Comments